| ]





هذا النوع من النمل يدعى نمل العسل وسبب هذه التسمية أنها تتغذى على فضلات بعض الحشرات المتطفلة على الأوراق النباتية وتكون فضلات هذه الحشرات غنية بالمواد السكرية. وتحمل هذه النملات ما مصته من فضلات سكرية إلى مستعمرتها وتخزنها في أسلوب عجيب وغريب.لان البعض من هذه النملات العاملات يستخدم جسمه كمخزن للمواد السكرية.وتقوم العاملات اللاتي حملن المواد السكرية بتفريغ حمولتهن داخل أفواه العاملات أو-المخازن الحية-والتي بدورها تملأ الأجزاء السفلية من بطونها بهذا السكر حتى تنتفخ بطونها ويصبح حجمها في بعض الأحيان بحجم حبة العنب.ويوجد من هذه العاملات في كل غرفة من غرف الخلية عددا منهن يتراوح بين 250 نملة ملتصقات بواسطة سيقانهن بسقف الغرفة في وضع مقلوب.

ولو تعرضت إحداهن للسقوط تسارع العاملات الأخرىات إلى إلصاقها من جديد.والمحلول السكري الذي تحمله كل نملة يكون أثقل بثماني مرات من وزن النملة نفسها.وفي موسم الجفاف أو الشتاء تقوم باقي النملات بزيادة هذه المخازن الحية لأخذ احتياجاتها من الغذاء - السكر - اليومي.حيث تلصق النملة الجائعة فمها بفم النملة المنتفخة وعندئذ تقوم الأخيرة بتقليص بطنها لإخراج قطرة واحدة إلى فم أختها.ومن المستحيل ان يقوم النمل بتطوير هذه المخازن وابتكارها بهذه الطريقة العجيبة ومن تلقاء نفسها.وإضافة إلى ذلك التفاني والتضحية التي تتسم بها النملة المنتفخة حيث تحمل ما هو أكثر من وزنها بثماني مرات فضلا عن بقائها ملتصقة وبالمقلوب مدة طويلة جدا ودون مقابل. وان هذا الأسلوب المبتكر وفقا لبنية تلك النملة ليس من الصدفة وحدها.لأن هناك نمل تطوع ليصبح مخزنا حيا في كل جيل جديد وطيلة أجيال سابقة ولاحقة.بلا شك أن سلوكها هذا من تأثير الإلهام الإلهي فالذي خلقهن وسواهن هو الله عز وجل.